فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{طارد}، اسم فاعل من {طرد} الثلاثيّ، وزنه فاعل.
{تزدري}، فيه إبدال التاء دالا وأصله تزتري، جاءت التاء بعد الزاي قلبت دالا، وكذا شأن التاء في كلّ حال تأتي بعد الزاي، وزنه تفتعل.

.البلاغة:

الاستعارة التبعية: في قوله تعالى: {فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ} أي أخفيت، حيث شبه خفاء الدليل بالعمى، في أن كلا منهما يمنع الوصول إلى المقاصد. وقيل: الكلام على القلب، والأصل فعميتم عنها، كما تقول العرب: أدخلت القلنسوة في رأسي، ومنه قول الشاعر:
ترى الثور فيها يدخل الظل رأسه

وقوله تعالى: {فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ} وفي هذه الآيات فن رفيع من فنون البديع، وهو الجمع مع التقسيم. وهو أن يجمع المتكلم بين شيئين أو أكثر، ثم يقسم ما جمع. وفي هذه الآيات رد على ما أورده من شبه، حيث قالوا: {ما نَراكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ} فرد عليهم ردا يمكن إرجاعه إلى ما أوردوه من شبه، فكأنه يقول: إن كان نفيكم الفضل عني متعلقا بفضل المال والجاه، فأنا لم أدّعه، ولم أقل لكم إن خزائن اللّه عندي حتى تنازعوني في ذلك وتنكروه.

.الفوائد:

1- الكلمة الموحية:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {أَنُلْزِمُكُمُوها} وقد جاءت هذه الكلمة في سياق خطاب نوح عليه الصلاة والسلام إلى قومه، وقد أعرضوا عن الهدى، وصممّوا على رفض الهدى والإسلام، لذا فإن نوحا عليه الصلاة والسلام أحس بالصعوبة الشديدة في إبلاغهم الهداية، بل هي مستحيلة، وكأنك ترغم إنسانا على شيء وهو كاره له نافر منه، فجاءت كلمة {أنلزمكموها} بلفظها المديد أولا، وقد حشر فيها الضميران الكاف (وها)، وأشبعت حركة الميم التي هي ضمة فأصبحت واوا ثانيا، وورود الاستفهام الاستنكاري في بدايتها ثالثا، وجرس حروفها وإيقاعها رابعا، لتتضافر هذه العوامل، وترسم معنى الإكراه ومحاولة إبلاغ الشيء بصعوبة شديدة إلى من يرفضه ويأباه، ولو وضعنا بديلا عنها أنلزمكم إياها لتلاشى ذلك الجرس والإيقاع الذي كان لها، وضعفت فيها القوة التي كانت تؤديها فهذا سرّ من أسرار الإعجاز، وهو أن كلام اللّه عز وجل- بتنسيقه وتأليفه وترتيبه واختياره- يتميز بروح قوية سارية تمنحه قوة وحيوية، وتميزه عن كلام البشر، فيغدو الفرق بعيدا بعيدا بين كلام الخالق والمخلوق، كالفرق بين تمثال أصم جامد وبين بشر ناطق عاقل حيّ.
2- الأنبياء أفضل أم الملائكة؟
ورد في هذه الآية قوله تعالى، على لسان نوح عليه الصلاة والسلام: {وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ}. وقد استدل بعضهم بهذه الآية على تفضيل الملائكة على الأنبياء قال: لأن نوحا عليه الصلاة والسلام قال: {وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ} لأن الإنسان إذا قال أنا لا أدعي كذا وكذا لا يحسن إلا إذا كان ذلك الشيء أفضل وأشرف من أحوال ذلك القائل، فلما قال نوح عليه الصلاة والسلام هذه المقالة وجب أن يكون الملك أفضل منه. والجواب: أن نوحا عليه الصلاة والسلام، قال هذه المقالة في مقابلة قولهم ما نَراكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنا، لما كان في ظنهم أن الرسل لا يكونون من البشر إنما يكونون من الملائكة، فأعلمهم بأن هذا ظن باطل وأن الرسل إلى البشر إنما يكونون من البشر، فلهذا قال سبحانه وتعالى: {وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ} ولم يرد أن درجة الملائكة أفضل من درجة الأنبياء.

.[سورة هود: آية 32]

{قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)}

.الإعراب:

{قالوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. و{الواو} فاعل {يا} حرف نداء {نوح} منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب {قد} حرف تحقيق {جادلت} فعل ماض وفاعله و{نا} ضمير مفعول به {الفاء} عاطفة {أكثرت} مثل جادلت {جدال} مفعول به منصوب و{نا} ضمير مضاف إليه {الفاء} رابطة لجواب شرط مقدّر {ائت} فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت {نا} مفعول به {الباء} حرف جر {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ {ائت}، والعائد محذوف {تعد} مضارع مرفوع، والفاعل أنت و{نا} مفعول به {إن} حرف شرط جازم {كنت} فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و{التاء} ضمير اسم كان {من الصادقين} جارّ ومجرور خبر كنت.
جملة: {قالوا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {النداء يا نوح...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قد جادلتنا...} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أكثرت...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {ائتنا....} في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن كنت صادقا في ما تقول فأتنا.
وجملة: {تعدنا} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {إن كنت من الصادقين} لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر..

.[سورة هود: الآيات 33- 34]

{قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شاءَ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)}

.الإعراب:

{قال} فعل ماض، والفاعل هو (إنّما) كافّة ومكفوفة (يأتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(كم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جرّ (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يأتي)، (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إن) حرف شرط (شاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو، والمفعول محذوف أي شاء تعجيله لكم (الواو) واو الحال (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (الباء) حرف جرّ زائد زيد في الخبر (معجزين) منصوب محلا، مجرور لفظا وعلامة الجرّ الياء.
جملة: {قال...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يأتيكم به اللّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إن شاء...} لا محلّ لها اعتراضيّة، وجواب الشرط محذوف أي فإنّ أمره إلى اللّه.
وجملة: {ما أنتم بمعجزين} في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في يأتيكم.
(الواو) عاطفة (لا) نافية (ينفع) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به (نصحي) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و(الياء) مضاف إليه (إن أردت) مثل إن شاء.. و(التاء) فاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (أنصح) مضارع منصوب، والفاعل أنا (اللام) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أنصح)، (إن كان) مثل كنت، (اللّه) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (يريد) مثل ينفع، والفاعل هو (أن يغوي) مثل أن أنصح و(كم) مفعول به (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ربّكم) خبر مرفوع ومضاف إليه (الواو) عاطفة (إلى) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (ترجعون) وهو مضارع مبني للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (أن أنصح) في محلّ نصب مفعول به عامله أردت.
والمصدر المؤوّل (أن يغويكم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.
وجملة: {لا ينفعكم نصحي} في محلّ نصب معطوفة على جملة يأتيكم به اللّه.
وجملة: {أردت...} لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلا ينفعكم نصحي.
وجملة: {إن كان اللّه...} لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الشرط الأول وجوابه أي: إن كان اللّه يريد أن يغويكم فإن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي.
وجملة: {أنصح...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: {أن يغويكم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
وجملة: {هو ربّكم} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {ترجعون} لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.

.الصرف:

(نصح)، مصدر سماعيّ لفعل نصح ينصح باب فتح، وزنه فعل بضمّ الفاء، وثمّة مصادر أخرى هي نصح بفتح النون ونصاحة بفتح النون وكسرها، ونصاحية بفتح النون. أي إن نفع النصح إن أراده الرسول لا يتمّ إلّا بشرط إرادة اللّه.

.الفوائد:

اعتراض شرط على آخر:
ورد في هذه الآية الكريمة شرطان، وهو قوله تعالى: {وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} قال ابن هشام: في هذه الآية نظر، إذ لم يتوال شرطان وبعدهما جواب، كما في قول الشاعر:
إن تستغيثوا بنا إن تذعروا ** تجدوا منا معاقيل عزّ زانها كرم

إذ الآية الكريمة لم يذكر فيها جواب، وإنما تقدم على الشرطين ما هو جواب في المعنى للشرط الأول، فينبغي أن يقدر إلى جانبه. ويكون الأصل: إن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي إن كان اللّه يريد أن يغويكم. وقد بنى الفقهاء على ذلك حكما وهو: إذا قال أحدهم: إن أكلت إن شربت فأنت طالق. فإن المرأة لا تطلق حتى تقدم المؤخر وتؤخر المقدم، وذلك لأن التقدير حينئذ: إن شربت فإن أكلت فأنت طالق، وجواب الشرط للسابق منهما.

.[سورة هود: آية 35]

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)}

.الإعراب:

{أم يقولون افتراه قل} مرّ إعرابها، {إن افتريت} مثل إن أردت، و{الهاء} ضمير مفعول به {الفاء} رابطة لجواب الشرط {على} حرف جرّ و{الياء} ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم {إجرامي} مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و{الياء} مضاف إليه {الواو} عاطفة {أنا} ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ {بري ء} خبر مرفوع {من} حرف جرّ {ما} حرف مصدريّ {تجرمون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل {ما تجرمون} في محلّ جرّ بـ {من} متعلّق ببرئ.
جملة: {يقولون...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {افتراه...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قل...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {إن افتريته...} في محلّ نصب مقول القول الثاني.
وجملة: {عليّ إجرامي} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {أنا بريء} في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.

.الصرف:

(إجرام)، مصدر قياسيّ لفعل أجرم الرباعيّ، وزنه أفعال.

.[سورة هود: الآيات 36- 37]

{وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (أوحي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (إلى نوح) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أوحي)، (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ- وهو ضمير الشأن- (لن) حرف نفي ونصب (يؤمن) مضارع منصوب (من قوم) جارّ ومجرور حال من فاعل يؤمن و(الكاف) ضمير مضاف إليه (إلّا) أداة حصر (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل يؤمن (قد) حرف تحقيق (آمن) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تبتئس) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (الباء) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يفعلون) مضارع مرفوع والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ (تبتئس).
والمصدر المؤوّل (أنّه لن يؤمن..) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل أوحي.
جملة: {أوحي إلى نوح...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لن يؤمن...} في محلّ رفع خبر (أنّ).
وجملة: {قد آمن...} لا محلّ لها صلة الموصول.
وجملة: {لا تبتئس} في محلّ جزم (الواو) جواب شرط مقدّر أي إن كان المؤمنون قلّة فلا تبتئس.
وجملة: {كانوا يفعلون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: {يفعلون} في محلّ نصب خبر كانوا.
(الواو) عاطفة (اصنع) فعل أمر، والفاعل أنت (الفلك) مفعول به منصوب (بأعين) جارّ ومجرور حال من فاعل اصنع و(نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (وحينا) معطوف على أعيننا، ومضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تخاطب) فعل مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و(النون) للوقاية و(الياء) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بـ (تخاطب) على حذف مضاف أي في أمر الذين... (ظلموا) فعل ماض وفاعله (إنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (مغرقون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: {اصنع...} في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تبتئس.
وجملة: {لا تخاطبني} معطوفة على جملة اصنع الفلك.
وجملة: {ظلموا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {إنّهم مغرقون} لا محلّ لها تعليليّة.